-->

يوسف بن تاشفين على رأس جيشٍ كبير إلى الأندلس لنصرة المسلمين

 


استجابة لنداء النصرة، عبر يوسف بن تاشفين مضيق جبل طارق متجها نحو الأندلس على رأس جيشٍ كبير  لتقديم يد العون والدفاع عن المسلمين في صد العدوان وتكالب الممالك النصرانية عليهم، بعدما فرض ألفونسو السادس الجزية على المسلمين، واخضعهم لحكم النصاري. 
وصل جيش ابن تاشفين إلى الجزيرة الخضراء بعد أن وصلت آخر قواته منتصف ربيع الأول من عام 479 هـ 30 يونيو عام 1086م[1]، فاستقبله المعتمد هناك بنفسه وسط احتفالٍ كبير، وسلَّمه القلعة، ووصف ابن عبَّاد الجيش المرابطيَّ بأنه رأى "عسكراً نقياً ومنظراً بهياً"[2]، ثم سارت الجيوش باتجاه إشبيلية عاصمة بني عباد وبقيت هناك لعدة ايام، حيث اجتمعت قوات مختلف ملوك الطوائف لتشارك في المعركة، وعمل المعتمد على توفير كمٍّ هائلٍ من المؤن لجيش المسلمين[3]. 
كان يوسف بن تاشفين يقود الجيوش الإسلامية التي وصلت الى الجزيرة الخضراء، والتي وهبها المعتمد للأمير يوسف لتكون مقرًا لادارة المعركة وتمركز جيوشه، ومركز اتصال وإمداد للمجاهدين، وخطًا مأمونًا للعودة، وقد انضمت قوات المعتمد بن عباد أمير إشبيلية، وبعض قوات ابن صمادح أمير ألمرية، وعبد الله بن بلقين أمير غرناطة، وأخوه تميم أمير مالقة إلى معسكر المرابطين، وقدم القادر بن ذي النون والمتوكل بن الأفطس، فأمرهم أمير المسلمين ابن تاشفين أن يكونوا في معسكر ابن عباد، فأصبح المسلمون معسكرين: معسكر الأندلس ومعسكر المرابطين. 
وأصبح القائد العام لقوات الأندلس المعتمد بن عباد، ثم وزع المسلمون جيشهم كالتالي: المقدمة ويقودها المعتمد بن عباد ويؤازره أبو سليمان داود بن عائشة في عشرة آلاف فارس من المرابطين، والميمنة يقودها المتوكل على الله عمر بن الأفطس أمير بطليوس، والميسرة فيها أهل شرق الأندلس، الساقة فيها سائر أهل الأندلس، والقوة الاحتياطية يقودها أمير المسلمين وهي مؤلفة من نخبة من أنجاد المرابطين وأهل المغرب وحرسه الخاص[4]، ثم انطلق جيش المسلمين باتجاه العدو، واستمر في سيره حتى وصل مدينة بطليوس، واستقبلهم المتوكل بن الأفطس على مقربة منها، وقدم لهم المؤن والضيافات اللازمة، وانتهى إلى سهل الزلاقة الذي يقع شمال بطليوس، على مقربة من حدود البرتغال الحالية. 
كانت اخبار عبور المرابطين لنجدة الاندلس قد وصلت بسرعة البرق إلى مسامع ألفونسو السادس، فسارع الى رفع الحصار عن مدينة سرقسطة، وتفرغ لإعداد خطة المواجهة والاستنجاد بحلفائه، ملوك أراغون وبرشلونة ، وأرسل إلى ابن ردمير الذي كان يحاصر مدينة طرطوشة، وإلى ألبار فانيث القائد القشتالي الذي كان يحاصر بلنسية، فأتياه بجيشهما، وبعث إلى قشتالة وجليقية وليون، فأتى من تلك البلاد حشود كبيرة، واستمر ألفونسو في الاستنفار والحشد من أرجاء أوروبا، وأخذت النجدات تتوافد إلى قشتالة، حتى استكمل استعداداته العسكرية كاملة، فسار في عدة وعتاد حتى وصل سهل الزلاّقة، وقد عسكر المعتمد مع الجيش الأندلسي مباشرة أمام جيش النصارى، وأما المرابطون فعسكروا وراء أحد الجبال المجاورة[5]
وبدأت طبول الحرب تدق على الجانبين استعدادا لملاحم سطرها التاريخ تتحدث عن نصر مؤزر للمسلمين على يد بن تاشفين ..... يتبع
بعض المراجع:
[1] عبد الرحمن علي, الحجي (1987). التاريخ الأندلسي: من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة. دار القلم، دمشق - سوريا. دار المنارة، بيروت - لبنان. ص 403 
[2] علي محمد, الصلابي (2007). دولة المرابطين. دار ابن الجوزي، القاهرة - مصر. ص 79 
[3] شوقي, أبو خليل (1979). الزلاقة: بقيادة يوسف بن تاشفين. دار الفكر، دمشق – سوريا ص 40 
[4] انتصارات ابن تاشفين صفحة 134 
[5] أبو خليل 1979، صفحة 43

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *